أكد وزير التربية الوطنية «بو بكر بن بوزيد»، أول أمس، الشروع في إنشاء
ثانويات الامتياز بداية من السنة الدراسية القادمة وذلك بغرض فتح آفاق
أكبر للتكفل بتربية النخبة، وأوضح أن السنة الدراسية القادمة ستشهد إنشاء
هذا النوع من الثانويات الذي سيسمح لتلاميذ النخبة بالتميز والتحضير
للمدارس الكبرى وذلك بعد أن بادرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
بإنشاء مدارس خاصة للامتياز.
أشار الوزير، في رده عن سؤال لنائبين
بالمجلس الشعبي الوطني متعلقين بتمثيل الجزائر في المسابقات الدولية خاصة
أولمبياد الرياضيات، إلى أن الجزائر -بعد انقطاع دام لأكثر من عشر سنوات
راجع إلى عدة ظروف متعلقة بالجانب المادي أو البيداغوجي- عادت لتشارك خلال
هذه السنة في المسابقة التي لم تشارك فيها منذ سنة 1997 وذلك بدعوة من
الهيئة المنظمة، وحسب الوزير فقد شارك أربع تلاميذ في هذه المنافسة
الدولية لأولمبياد الرياضيات التي جرت في ألمانيا من 10 إلى 22 جويلية
2009 بعد أن تمكنوا من اجتياز التصفيات والمسابقة النهائية التي جرت في 14
ماي 2009 وتم تأطيرهم من قبل مفتشين في مادة الرياضيات "إلا أن النتائج لم
تكن مرضية"، وأشار إلى أنه بعد عودة الجزائر إلى الساحة الدولية سيكون
الاهتمام أكثر بفئة المتفوقين مهما كانت تخصصاتهم لأن بإمكانهم المساهمة
في تطوير البلاد والوصول بها إلى مستويات عليا من التقدم التكنولوجي
والفكري، وفي رده عن سؤال آخر، متعلق بعقود الالتزام المبرمة مع المتخرجين
في المدرسة العليا للأساتذة بوهران المتخصصين في التعليم التقني المنحدرين
من ولاية تيارت والذين يعانون من البطالة بعد تخرجهم، أشار الوزير إلى أن
الدولة لن تتخلى عن إطاراتها إلا أن المسؤولية لا تتحملها دائرته الوزارية
لوحدها، وفي شرحه ذكر الوزير أن الإصلاحات التي أدخلت على قطاع التربية
جعلت وزارة التربية الوطنية تتكفل بالتعليمين العام والتكنولوجي فيما
تتكفل وزارة التكوين والتعليم المهنيين بالشق المتعلق بالتعليم التقني
الذي كان تابعا سابقا لوزارته، وفي هذا الشأن -يضيف الوزير - تم توظيف
خلال السنة الحالية 41 أستاذا في ولاية تيارت لوحدها بالنسبة للتخصصات
التقنية من مجموع 420 أستاذا من خريجي المدارس العليا للأساتذة على
المستوى الوطني قمنا بتوظيفهم"، ولدى إجابته عن سؤال متعلق بالإجراءات
المتخذة لرفع المستوى التعليمي بولاية الجلفة اعترف «بن بوزيد» أن هذه
الولاية واحدة من 10 ولايات لم تحصد نتائج جيدة في كافة المستويات
التعليمية، مؤكدا أنه سيتم التكفل بذلك، وأعلن في ذات الإطار عن اجتماع
سيعقد في الأيام المقبلة مع المسؤولين التربويين للعشر ولايات المعنية
لدراسة الترتيبات التي يجب القيام بها لتفادي النتائج المتدنية المحصل
عليها خلال السنوات الفارطة، وعن الجلفة دائما أشار الوزير إلى أن نتائجها
تحسنت بنسبة 35% بفضل مختلف البرامج التي خصصت لها في الفترة من 1999 إلى
2009 على غرار بناء 20 ثانوية و52 إكمالية و78 مدرسة ابتدائية إضافة إلى
البرامج الخاصة بالإطعام والنقل المدرسي ودروس الدعم والتقوية، وعلى الرغم
من ذلك -يتأسف الوزير- تبقى هذه الولاية تحتل المراتب الأخيرة مقارنة
بالولايات الأخرى فيما يخص التحصيل العلمي وهو ما يجعل من الضروري مشاركة
الأولياء في تحمل المسؤولية التي ليست منوطة بوزارة التربية فحسب بل بكافة
الجزائريين على حد سواء.