السلام عليكم ،
- إن مشكلة التدخين ليست وليدة اليوم أو الأمس، وقد تطوَّرت حتى أصبحت ظاهرة عالمية، ومما ساهم في انتشار هذه الظاهرة على المستوى العالمي هو أن أضرارها الصحية لم تكن معلومة في البداية، الأمر الذي ساهم في الاستهانة بهذه الظاهرة على الصعيدين المحلي والدولي، حتى أصبحت صناعة اقتصادية تدرّ مليارات الدولارات على الشركات المنتجة وتوظف آلاف العمال في صناعة وزراعة السجائر. كما أصبح إنتاج وصناعة السجائر جزءًا من الدخل القومي، وصادرات العديد من الدول، وبندًا أساسيًا من بنود الواردات تتعهَّد الدول نفسها بتوفيره.
لتدخين ظاهرة من الظواهر التي انتشرت في كثير من دول العالم, ولقد اتسعت دائرة هذه الظاهرة لتشمل ملايين الأفراد من مختلف المستويات الاجتماعية ومختلف الأعمار. ولقد بدأ الإنسان في ممارسة التدخين في عام 1492م , حيث لاحظ الرحالة كولومبس أن بعض سكان مدينة سان سلفادور يدخنون السجائر وكانوا يحملون جذورات النار ليشعلوا بها الأعشاب التي كانت تتصاعد منها رائحة الدخان ليتطيبوا بها . ولقد كان أول من أدخل نبات السجائر إلى أوروبا الطبيب فرانشكوهر نانديز الذي أرسله فيليب الثاني ملك أسبانيا في بعثة استكشافية. وقد انتشرت عادة التدخين في القرن الخامس عشر حيث انتقلت هذه العادة من المكسيك إلى المكتشفين الأسبانيين, وبعد انتصار أسبانيا في القرن السادس عشر ازداد انتشار التدخين حيث أقبل الناس عليه للتغلب على الجوع والتعب والبرد مما أدي إلى إدمان العديد من الأفراد على التدخين. ومن المرجح أن يكون السجائر قد أنتقل إلى بلاد الإنجليز عن طريق أسبانيا, إلا أن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن رالفيني أول حكام فرجينيا وفرنسيس دريك أمير التجار المشهور قد أحضر السجائر إلى إنجلترا في عام 1586وأهديا السير راللي بعضا من السجائر, وكان السير راللي هو أول من دخن السجائر في الغليون. يحتوى دخان السيجارة على الآلاف من المركبات الكيميائية , وعندما يجذب المدخن أنفاس السيجارة فإن هذه المركبات تصل إلى الجهاز التنفسي ويؤثر البعض منها على سلامة وكفاءة هذا الجهاز, كما يمتص بعض هذه المركبات البسيطة بواسطة الأوعية الدموية المنتشرة في الرئة لتصل إلى الدم الذي ينقلها إلى أعضاء الجسم المختلفة مثل المخ والقلب والشرايين, حيث تسبب هذه المواد تغيرات في وظائف الأعضاء وبعد ممارسة التدخين لمدة طويلة تسبب المواد الضارة الموجودة في الدخان حدوث إصابات في الجهاز التنفسي والقلب والشرايين وأعضاء أخرى.
- بعض المدخنين يشعر بالراحة لوجود السيجارة في يدة , حيث يقتل بها فراغه ووحدته و يحب أن يراقب الدخان و هو يتصاعد منها .
التدخين نوع من أنواع التقليد
فالطفل مثله الأعلى والده فهو يقلده ان كان مدخناً ليس ذلك فقط بل من الممكن ان يكون القدوة في ذلك المدرس أو الممثل أو أحد الأقارب المحبوبين من الطفل .
ففي سن المراهقة يبدأ الشاب إثبات ذاته بالتدخين كرمز للقوة و النضج و إثبات الرجولة و الحريــــــــــة أو تعويض لفشل دراسي أو للفت نظر الفتيات ووجد أن 60% من المدخنين بدأ قبل سن العشرين .
أن الإيحاء النفسي بالتدخين غير المباشر و بما يصاحب السيجارة من لذة و استمتاع و ربطها بالرفاهية كما نري في الأفلام السينمائية نجد أنها هي العكاز في المواقف الصعبة و هي المساعدة علي التفكير العميق.
يعتقد المدخن أن السيجارة تنبهه و بدونها يشعر بعدم الراحة و أن هناك ما ينقصه .
أحياناً يكون الشخص مولعاً بالسيجارة بل لا يبدأ يومه في الصباح إلا بإشعال السيجارة و لا ينام إلا بعد تدخين واحدة و الاطمئنان علي توافر كفايته من السجائر في الصباح التالي ..
- بعض المدخنين يقولون أن التدخين اصبح عادة لا شعورية لدى حتى انى لا انتبه في بعض الاحيان لوجودها في فمي .
كيف تكون عضو فاعل في الحد من ظاهرة التدخين :-
1. إقامة الندوات التي تقوم بشرح الأضرار الناتجة من التدخين و الآثار الناتجة من التدخين السلبي .
2. أن أيقوم بالذهاب إلى بائعي السجائر و أقوم بنصحهم بأن بيع السجائر حرام و انه بذلك يضر الناس .
3. توعية الآباء و الأمهات بأن التدخين لا يؤثر عليهم فقط و لكن يؤثر أيضاً علي أبنائهم و علي الجنين في بطن الام .
4. عمل لافتات اشرح فيها أضرار التدخين علي المدخن و علي المحيطين به .
5. حث المدرسين علي المضي قدما في ترك هذه العادي و السيئة التي تضر بصحته و صحه المحيطين به .
6. توعية المدخنين بأضرار التدخين و الاجتماعية و الاقتصادية و الدينية و البيئية .
أضرار التدخين
أولاً :- الأضرار الدينية
يقول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز:
"ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة" .
ويقول أيضا
"ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما".
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
"لا ضرر ولا ضرار".
ولا شك أن التدخين هو انتحار بطيء، وقتل للنفس وقد نهى سبحانه وتعالى عن قتل النفس وتعريضها لأسباب الهلاك وهو نهي شامل لكل أمر يؤدي إلى تلك النتيجة سواء كان ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة .
والتدخين تبذير للمال وباب واسع لدخول عالم المخدرات خاصة عند الشباب لذلك كان ضروريا معرفة رأي العلماء في هذه الآفة.
ثانياً : الاضرار الاجتماعية
أن التدخين يزيد من تفاقم الفقر بين مستخدميه وعائلاتهم، حيث أن من يستخدم السجائر هو أكثر عرضة لمخاطر الوقوع في براثن المرض، كما أنه يتعرض للوفاة المبكرة من جراء إصابته بالسرطانات، أو النوبات القلبية، أو الأمراض التنفسية وسائر الأمراض الناجمة عن استخدام السجائر، بالإضافة إلى حرمان العائلات من دخل هي في أمس الحاجة إليه، ناهيك عن فرض تكاليف إضافية للرعاية الصحية.
نسبة مرضى سرطان الرئة عند غير المدخنين المتزوجين من مدخنين أكثر منها عند غير مدخنين.
- يلوث دخان التبغ البيئة حيث أن دخان التبغ يحتوى علي ذرات لأكثر من أربعة آلاف مادة معظمها سام أو مؤذٍ، وغازات تحتوي على 500 مادة.
ينبعث من السيجارة اثناء احتراقها نوعان من الدخان هما : -
1- الدخان المباشر
و هو الدخان المستنشق مباشرة والمنطلق من السيجارة مع الشفط، حيث تصل درجة الحرارة إلى 900 درجة مئوية، ويستنشقه المدخن ويخرجه بعد ترشيحه في رئتيه .
2- الدخان غير المباشر
و هو الدخان المستنشق بشكل غير مباشر، حرارته600 درجة مئوية فقط، به كميات أكبر من المواد المسببة للسرطان.
الاضرار الصحية :-
المخ و الجهاز العصبي المركزي
هذا الجهاز هو الأكثر حساسية للمتغيرات الطارئة على جسم الإنسان بشكل عام وهو بالتأكيد أكثر أجهزة الجسم حساسية وتأثرا بالتدخين ويتعدى ضرره الى باقي أعضاء الجسم.
مادة النيكوتين في السجائر والتبغ تسبب "الإدمان" الشديد وذلك عن طريق إثارة الشعور بالغبطة (النشوة) من خلال استثارة خلايا مركز النشوة في المخ، كما تسبب الشعور بالراحة بداية ثم بعد ذلك يتطور الأمر إلى الشعور بالخدر وهدوء الأعصاب وهذا هو الإدمان بحيث أن امتناع المدخن عن التدخين يؤدي إلى إضطراب في الأعصاب والمزاج العام والقلق والاضطراب والضجر ويتزايد ذلك الشعور كلما طالت فترة الإنقطاع عن التدخين، وهذا هو الإدمان بعينه.
- القلب و الجهاز العصبي المركزي :
تؤدي مادة النيكوتين في السجائر إلى ازدياد وتسارع ضربات القلب وزيادة ضغط الدم بمعدل 20 – 25%، مما يرهق القلب مع مرور الزمن. كما تسبب مادة النيكوتين ضيقا في الشرايين وتساعد على تسارع تصلبها وذلك من خلال ترسيب الكولستيرول على جدران الأوعية الدموية .
يعمل التدخين على صعوبة التحكم في مستوى ضغط الدم حتى مع استعمال الأدوية المعالجة للضغط. بحيث يستوجب في بعض الحالات من مريض الضغط أن يمتنع عن التدخين كليا ليتسنى بعد ذلك التحكم في الضغط بالأدوية الخافضة لضغط الدم.
يحتوي دخان السجائر على غاز أول أكسيد الكربون الذي يحل محل الأكسجين في الدم مما يقلل من نسبة الأكسجين في الدم ويعرض بالتالي إلى الإصابة بأزمات القلب الحادة وجلطات القلب والمخ.
يؤدي الدخان إلى ضعف قدرة عضلة القلب على ضخ الدم مما يعرض للإصابة بهبوط في القلب وفشل في أداء القلب للمهام الحيوية.
تزيد نسبة احتمال حدوث مشاكل ومضاعفات أثناء التخدير في حال الحاجة لإجراء عملية جراحية للمدخنين. حيث يتطلب الأمر الامتناع عن التدخين لفترة كافية أقلها 3 أيام قبل إجراء التخدير. وقد يكون ذلك راجع إلى أن دم المدخن يحتوي على كمية كبيرة من الدخان وبالأخص على أول أكسيد الكربون الذي يضعف من كفاءة الدم في حمل الأكسجين والغذاء الى أنسجة الجسم المختلفة.
يسبب الدخان انتفاخ وتهتك الشريان الرئيسي في الجسم ( الشريان الأورطي )، مما يعرضه للانفجار المفاجئ وهذا قد يؤدي إلى الهلاك حتما إذ لم يتدارك جراحيا.
لكم اطيب الاوقات
" اللهم قي أمتنا من الهلاك "
الله معكم